من مباني التأسيسِ المعرفيِّ الرصينِ أَن تحصَّلَ استحداثُ كُليةِ التربيةِ الأَساسيةِ أَوَّلَ تأسيسٍ لها في جامعةِ بابلَ باسمِ (كُليةِ المعلِّمين) في سنةِ (١٩٩٤م) سُموًّا بصفةِ العِلْمِ التي يضطلِعُ بها صاحبُ الرسالةِ المعرفيةِ الفُضلَى لكمالِ الإِنسانِ ، ونقاءِ عقلِه الذي أَسَّس له مُعلِّمُ العالَمين أَجمعين الرسولُ الأَحمدُ الأَمينُ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) ، ثم جرى التأسيسُ لتحديثِ وَسمِها بِ(كُليةِ التربيةِ الأَساسيةِ) إِعلامًا بأَنَّها المؤسسةُ الأَكاديميةُ العاليةُ التي تتفرَّدُ بالصناعةِ (التربويةِ الأُولى - التعليميةِ الطُّولى) ؛ فيتخرَّجُ عنها أَساتيذُ تربويون قد خَبَروا فَهمَ التلميذِ في مستوى الدراسةِ الابتدائيةِ ، ومستوى الطالبِ في مستوى الدراسةِ المتوسطةِ ، وإِفهامَه الأَخلاقَ والمعارفَ والفنونَ والمهاراتِ التي تُناسبُ إِدراكَه مع تحصيلِ اكتشافِ من قد يفوقُ بإِدراكِه وإِبداعِه أَقرانَه ذكاءً وانميازًا.
ولم يقتصِرِ التحصيلُ العلميُّ في كليةَ التربيةِ الأَساسيةِ على اكتنازِ شهادةِ البكلوريوس من أَقسامِ (اللغةِ العربيةِ ، واللغةِ الإِنجليزيةِ ، والعلومِ ، والتربيةِ الخاصةِ ، والتاريخِ ، والجغرافية ، والرياضاتِ والحاسبات) فحسبُ ، بل استُحدِثت فيها سابقًا على مراحلَ متعاقبةٍ دراساتٌ عُلَىٰ للماجستير في (اللغةِ العربيةِ أَدبًا وطرائقَ تدريسٍ ، واللغةِ الإِنجليزيةِ طرائقَ تدريسٍ ، والتربيةِ الخاصةِ تخصصًا دقيقًا للماجستير وطرائقَ تدريسٍ عامةٍ للدكتوراه ، والتاريخِ والجغرافية طرائقَ تدريسِ اجتماعياتٍ) فضلًا على استكمالِ متطلباتِ استحداثاتٍ لاحقةٍ جديدةٍ يَجري العملُ والتنسيقُ لها علميةٍ تخصصيةٍ من جهةٍ ، وفنيةٍ بطرائقِ التدريسِ التخصصيةِ من جهةٍ أُخرى في أَقسامِ الكليةِ
وقد خرَّجت الكليةُ من مستوى الدراستَينِ الأَوليةِ ، والعُليا كثيرًا من ذوي الكفاءاتِ العلميةِ التخصصيةِ ، والفنيةِ المهاريةِ رفدًا للمدارسِ ، والكلياتِ ، والمؤسساتِ الرسميةِ والمجتمعيةِ ، والوزاراتِ بمَن تحتاجُهم ، ولا تقومُ إِلَّا بمعارفِهم ، وأَدائِهم ، وبنائِهم.
وختامًا فإِنَّه لَحقيقٌ بنا أَن نَّعتزَّ باللٰهِ الذي وفقنا لخدمةِ المجتمعِ ، والمؤسساتِ التربويةِ الرسميةِ وغيرِ الرسميةِ بصُنَّاعِ الأَجيالِ ، ومربِّيهم ، وقادةِ الفِكرِ ومرشِديهم خدمةً للعراقِ الحبيبِ هُوِيَّـتِنا ، وخيمةِ بقائِنا متوثِّقين قوةً وعزمًا بالقرآنِ الكريمِ ، ورسولِ العِلمِ والمعرفةِ والهدايةِ والكرامةِ محمدٍ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) ، وإِرشادِ عترتِه المطهَّرين (عليهِمُ السلامُ) ، والتزامِ صحبِه وصحبِهمُ المخلَصين رضوانُ اللٰهِ تعالى عليهم أَجمعين.
أ.د. علي عبد الفتاح الحاج فرهود
عمـيد كلية التربية الاساسية