عميد التربية الأساسية يلقي محاضرة عن واو السبق في القرآن الكريم ألقى الأستاذ الدكتور علي عبد الفتاح الحاج فرهود عميد كلية التربية الأساسية في جامعة بابل محاضرة فكرية عن( واو السبق في القرآن الكريم- دراسة دلالية)، بحضور عدد من أساتذة وطلبة الكلية .وبين عميد الكلية أنه تحصَّل لنا من إعمالِ الفكرِ التدبُّري في النصوصِ القرآنيةِ الخمسةِ التي وردت فيها (واوُ السَّبْقِ) ما بيانُه: إِنَّ تسميةَ هذه (الواوِ) بـ(واو الثمانيةِ) عملٌ قائمٌ على ربطِ (الواوِ) – وهو حرفٌ دلاليٌّ - بقيدٍ لفظيٍّ سطحيٍّ يأتي بعده ما يتضمَّنُ العددَ (ثمانية) أو ما يتصلُ به ؛ مما يجعلُ تسميتَها بهذا الاسمِ قائمةً على (الشكل) ، لا على (المضمونِ الدلاليِّ). في حينِ أَنَّ الوظيفةَ النحويةَ للكلمةِ تتصلُ بالبنيةِ العميقةِ لها ، لتُفصِحَ عنِ دلالتِها الباطنيةِ التي تُستَوحَى منها إيحاءاتٌ معنويةٌ هي التي يُقرِّرُها النصُّ ، لا سواها. وأضاف الدكتور علي عبد الفتاح أن السَّبْقُ قد تجلَّى من توظيفِ هذه (الواوِ) للكلمةِ التي تلتها ، بما يُضْعِفُ التخريجاتِ الدلاليةَ الشكليةَ التي قيلت فيها. ولو استحضرنا – للتمثيلِ بما يُظهِرُ الدلالةَ الوافيةَ – عِبارةَ: (سِرْتُ وأحمدَ) لقرأنا دلالةَ المصاحبةِ باستعمالِ هذه (الواوِ) ؛ فهي التي تُفصِحُ عنِ (المعِيَّةِ) والمرافقةِ في المسيرِ بينَ المتكلِّمِ ، وبين (أحمدَ) ، علاوةً على دلالةِ (الجمعِ) التي تؤديها هذه (الواوُ). وكذلك (الواوُ) التي جاءت للجمعِ بالعطفِ في قولِه تعالى:{الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة/112] ، وقولِه تعالى:{ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}[التحريم/5] ، وقولِه تعالى:{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}[الحاقة/7] ؛ فهي التي اشتملت على دلالةِ (السَّبْقِ) مع هذا (الجمع). و(الواوُ) التي جاءت حاليةً في قولِه تعالى:{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}[الزمر/73] ، فهي التي عبَّرت عن دلالةِ (السَّبْقِ) لهذه الحالِ التي تلتها ؛ لتكشِفَ عن هيأةِ استقبالِ (الذين اتَّقَوا ربَّهم). و(الواوُ) التي جاءت لإلصاقِ الصفةِ بموصوفِها في قولِه تعالى:{وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}[الكهف/22] قد أدَّت دلالةَ (السَّبْقِ) - لِما جاء صفةً موشَّجَةً تلازميةً - على موصوفِها. وهذا ما عليه القرآنُ ؛ فليس نصُّه بمقروءٍ دلاليًّا عن فَهْمٍ محدَّدٍ يَمنَعُ سواهُ من الأَفهامِ. إِنَّما هو نصٌّ مفتوحٌ للقراءةِ الدلاليةِ المتجددةِ كلَّ لحظةٍ في ضوءِ المعرفةِ العلميةِ الرصينةِ ، والتدبُّرِ الوافي.زينة زيد مهدي/اعلام التربية الأساسية
نشر بواسطة: زهراء خوام عبد الواحد
تاريخ: 30/10/2024
تاريخ: 04/09/2024
تاريخ: 27/06/2024
تاريخ: 16/03/2024
تاريخ: 13/03/2024
تاريخ: 21/02/2024
تاريخ: 06/02/2024
تاريخ: 08/01/2024